وجئتكم من أدم بنبأ يقين

هكذا كان فحوى ذلك التعميم وهو يرفرف في أحد وسائل التواصل الاجتماعي ويحط من مجموعة إلى أخرى ليغرد بنبأ أهل أدم.

الكل يدرك فحوى ذلك التعميم، فقد نص على التأكيد بعدد أيام التعزية وعدم تجاوزها عن ثلاثة أيام، كما تزيَّن بتحديد فترة الراحة لأصحاب المصيبة والذي ينتظره كثير من الناس، وأخبر ذلك التعميم الجميع بأن الناس يذهبون للعزاء ولا مقام لكم بالجلوس قبيل الغداء، وما على أهل المصاب سوى تقديم التمر والقهوة والماء.

أصبح الجميع الآن يوقنون أن أبناء أدم سيغلقون مجالسهم في فترة الظهيرة ولن يذهب أحد إلى التعزية في الفترة المذكورة. وسيكون مألوفا لدى الجميع بنزول القرار الرسمي.

أبناء منح ينتظرون مثل هذا التعميم منذ أن أعلنت بعض ولايات محافظة الظاهرة بهذا الأمر قبل عامين، وتمت المطالبة بذلك وتم طرح الموضوع في هذا التطبيق من قبل أحد أبناء الولاية، ولكن لعل الأمر لم يطرح للنقاش بين مشايخ ورشداء ولاية منح.

سنجد البعض يدافع ويستميت للبقاء على ما نحن عليه، ولا عجبا في ذلك، فمن طبيعة النفس البشرية لا تقبل التجديد في الأمور التي تخالف فكرها وعقائدها وعرفها بسبب إطارها الفكري الضيق ولو نزلت البراهين والحقائق، وما ذلك إلا بسبب الخوف من ما يؤول إليه الأمر أو التعنت والمكابرة وكلما جاءهم أمر محدث (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَاَ) وقالوا ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) فلا يخلو مجتمع مهما تغيرت الأزمان من هذه النفوس المكابرة وكأن لسان حالهم يقول ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)

إن الذي يدرك الحقيقة سيجد الكم العظيم من الإيجابيات في هذا القرار وعلى سبيل التمثيل وليس الحصر:-

1- وجود ترحيب ومباركة والموافقة عليه من قبل وزارة الداخلية لأي ولاية تتقدم بذلك فإن دل فإنما يدل على تقبله في المجتمع العماني.

2- أخذ قسط من الراحة لأهل الميت وأصحاب العزاء، فالجلوس في فترة الظهيرة يؤذي أصحاب المصاب ويخجلون من ترك مجالسهم والناس تتوافد عليهم من كل فج عميق.

3- تقليل تكليف طعام العزاء، وعلى الجميع تحمل مسؤولية نشر ثقافة عدم الجلوس أو الذهاب إلى العزاء قبيل وقت الغداء والأفضل غلق هذا الباب بتاتا، فلعل المال الذي ينفق للغداء هو مال الورثة فكيف إن كان في الورثة أيتام فأي سماء تظلنا او أي أرض تقلنا أمام قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) .

4- الإقتصاد من استهلاك الكهرباء

في الختام أتوجه إلى مشايخ ورشداء منح بأن يناقشوا هذا الأمر ويستمعوا لآراء الشباب وينظروا إلى المصلحة العامة.
ولعل هذا الأمر سيكون في المستقبل القريب إلزاميا في أرجاء عمان كما صدر سابقا بإغلاق المجالس في فترة الليل، والله أسأل ذلك.

خالد بن منصور العبدلي
من أبناء منح

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً