رجل مُسِن يتنبأ بموت والد الولاية (أحسن الله عزاكم)
هكذا تنبأ ذلك الرجل المسن الذي كان يسقي ضاحيته من فلج الفيقين قبل أيام بقوله هذا والد الولاية أصبح ضعيفا وسيموت وسنصبح أيتام من بعده (أحسن الله عزاكم)
لقد تناسى هذا المسن أن جميع أفلاج منح ذات أهمية كبرى في هذه الولاية، ولكن لا عجب في تعبيره ووصفه فمكانة هذا الفلج في قلبه عظيمة،
فمنذ نعومة أظفاره ورزقه ومعيشته من هذا الفلج.
فلج الفيقين أو والد الولاية على تعبير بعض المسنين قد بدأت تظهر عليه علامات المشيب، وكأن أجله قد اقترب ولكل أجل كتاب، قد يموت حتماً أو يحتاج إلى سقاية تساعده إذا أصيب جسمه بجفاف شديد.
نؤمن بأن جفاف الأرض يلعب دورا أساسيا في نقص المياه ولكن الناظر لحالة فلج الفيقين اليوم يستشعر أن هناك حقائق مخفية وعوامل مهلكة تقطع شراينه.
كبار السن يلقون اللوم في ضعف الفلج على وجود رقوق أعلى الفلج وعدم وجود اهتمام من قبل المسؤولين الحاليين ولا أعلم كيف حكموا على ذلك؟، هل هو اتهام!!؟ أم هي الحقيقة!! ﴿اللَّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ فيما كُنتُم فيهِ تَختَلِفونَ﴾
عندما يذكر فلج الفيقين تجد ذوي الشيب يتأسفون على أسماء يتمنون عودت رجالها،
يقولون رحم الله رشيد بن الوليد البوسعيدي، رحم الله سليمان بن سيف المسروري رحم الله سالم بن عبدالله العبدلي، رحم الله حارب وأباه راشد بن علي الوردي.
دفنت أجسادهم ومازال ذكرهم خالد على اللسان وأتساءل:- وما فعل هؤلاء من أثر ليبقى طيفهم معلق بهذا الفلج الكريم؟ يصمتون وكأني مزقت قلبا يشتاق لرؤيتهم، فيقولون اسأل الفلج الذي أصبح يحبوا أمام ناظريك سيخبرك عن حكايات الشجاعة والهمة، حكايات الذود والدفاع، اسأله ليروي لك قصة راشد ولماذا سميت أحد فرضات الفلج باسمه(وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ)
كاد حديثهم يسحرني فخفت أن أتهم المسؤولين الحاليين بدون علم بأن التقصير منهم ﴿وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا﴾
فئة الشباب من أبناء البلاد والفيقين كذلك يعزون ذلك الضعف إلى الرقوق في المنشآت الحديثة أعلى الفلج وقد أشارت أصابعهم حول وجود رقوق في جامعة خاصة حديثة الإنشاء وكذلك هؤلاء الشباب يلقون اللوم على المسؤولين عن الفلج ويقولون لو كان لديهم بعد نظر لحالة الفلج المستقبلية لما وجدت هذه الرقوق إلى يومنا هذا فالواجب عليهم منذ علمهم بها الاعتراض عليها والإصرار على إغلاقها.
تكالبت الأقوال وأجمع الجميع وكأن الأمر أصبح يقينا أن ضعف الفلج بسبب الرقوق والتهاون من قبل المسؤولين عن الفلج في عدم المتابعة الجادة لإغلاق تلك الرقوق.
رغم اليقين بأن الرقوق هي التي أدت إلى ضعف الفلج الا أن هناك أمور يجب أن نتحدث عنها للضرورة اللازمة وهي:-
أولا :- وجوب مراعاة حقوق الله ﴿قُل أَرَأَيتُم إِن أَصبَحَ ماؤُكُم غَورًا فَمَن يَأتيكُم بِماءٍ مَعينٍ﴾ فبخس ثمن قعادة مياه المساجد والأوقاف والتي تقدر بأقل من قيمة الماء الخاص والتي تم تقديرها هذا العام (بستة وثلاثين ريالا عمانيا) فقط أما الماء الخاص فيصل إلى أكثر من (خمسين ريالا عمانيا) وهذه مخالفة صريحة لما جاء به محمد عليه السلام فبدلا من أن ترفع مياه المساجد والمياه الموقوفة التي أوقفها أناس قد رحلوا عنها ليبقى أجرها كصدقة جارية لتنجيهم من حر النار
نجد المسؤوليين زهدوا في سعرها لتنجيهم من نقص المال فهذه الإزدواجية حتما تنذر بهلاك الفلج { لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }
ثانيا:- عدم إخراج زكاة التمر من أصحابها وعدم المتابعة من قبل اللجنة الجابية لها وهذا أمر خطير فقد أهمل ركن من أركان الإسلام.
ثالثا:- أموال الفلج المودعة في البنك التجاري إن كان حسابه يسمح بزيادة غير مستحقة فالويل ثم الويل لهذا الفلج.
إن كان ما ذكرناه في هذا المقال يجانب الصحة فقد توصلنا إلى خيوط المشكلة ولا نلقي كاهل الذنب على المسؤولين فقط، فجميعنا يتحمل المشكلة، ولكن يجب على المسؤولين الآن مد أيديهم لمن يرضونهم من أبناء القريتين لتعم المسؤولية للجميع لأجل إحياء الفلج والاهتمام به من جميع النواحي، وعليهم أن يتقبلوا أن الحياة قوة وضعف فالمسؤولين الحاليين قد بلغوا من العمر مالا يستطيعون القيام بكل الأعمال الضرورية كمتابعة السواقي وحالة الفلج من الداخل والمراجعات الرسمية (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً)
وأقترح في الصدد بتشكيل مجلسين:-
الأول: مجلس يضم المسؤولين الحاليين كمرجع أساسي وهم أهل المشاورة والرأي والذي يسمى مجلس الأمناء
والثاني:- مجلس إدارة الفلج. ويضم لجان:-
الأولى:- لجنة المتابعة والصيانة.
والثانية:- لجنة الأموال ونقل ملكيات الماء.
او أي نظام حديث يدير هذا الفلج الكريم إن أردتم له القوة والفتوة..
وقبل الختام أكرر للجميع أن فلج الفيقين يقاسي من سكرات الموت..
والعلاج الفوري دون أدنى شك أو تأجيل هو إغلاق الرقوق المذكورة وإن صعبُ المنال فسيُنجز بعزم الرجال ويكفي لنا عبرة بما حدث لفلج قرية الثابتي بولاية إبراء فهي خير شاهد فقد مات فلجهم بسبب الرقوق ولم تغلق حتى رفعوا أمرهم إلى مولانا السلطان، فغلقت الآبار وعاد الفلج يتبختر ليروي الأرض سعادة وحياة.
وفي الختام أؤكد للذين سيسعون في قضية الفلج
إن المحاباة والتملق والمداهنة أو المساومة لن تجدي إلا وبالا على فلج الفيقين وسينحر عزيزا علينا بخنجر مسمسوم وسنؤدي صلاة الميت جميعا على استشهاده في شريعة فلج الفيقين ..
وبإذن الله سنروي قصة اندثار الفلج للأحفاد كما روت لنا قصة الذود والدفاع من قبل الأجداد.
والسلام ختام.
خالد بن منصور العبدلي
من أبناء ولاية منح